Oualid kébir

استقبل وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، اليوم بالعاصمة الرباط، الرئيس الجنوب إفريقي السابق وزعيم حزب “أومخونتو وي سيزوي” (MK)،جاكوب زوما. اللقاء يأتي في ظل تطورات لافتة على مستوى العلاقات المغربية الجنوب إفريقية، وفي وقت بدأت فيه مواقف بعض القوى السياسية في القارة تعيد النظر في مقاربتها لقضية الصحراء المغربية.

جاكوب زوما، الذي قاد جنوب إفريقيا بين عامي 2009 و2018، كان لفترة طويلة من أبرز رموز حزب المؤتمر الوطني الإفريقي (ANC)، قبل أن يؤسس في ديسمبر 2023 حزبه الجديد MK، الذي تمكن سريعا من فرض نفسه كثالث قوة سياسية في البلاد، حسب نتائج الانتخابات الأخيرة.

ما يضفي على هذه الزيارة بعدا استراتيجيا هو موقف حزب MK المعلن مؤخرا، والذي عبر بوضوح عن دعمه لمبادرة الحكم الذاتي في الصحراء تحت السيادة المغربية. الحزب وصف المبادرة بأنها “إطار واقعي وعملي لحل النزاع المفتعل، يحترم سيادة المغرب ويضمن في الوقت ذاته الحقوق التنموية والاجتماعية لسكان الأقاليم الجنوبية”.

هذا التحول في موقف إحدى أبرز القوى الصاعدة في جنوب إفريقيا يعكس إدراكا متزايدا بأن مقاربة الانفصال لم تعد تواكب تحديات القارة الإفريقية، خاصة في ظل ما يشهده العالم من تحولات جيوسياسية واقتصادية تتطلب التركيز على الوحدة والاستقرار والتنمية.

اللقاء الذي جرى في مقر وزارة الخارجية المغربية شكل مناسبة لتبادل وجهات النظر حول قضايا إقليمية وإفريقية مشتركة، ولبحث سبل تطوير علاقات التعاون بين الرباط وبريتوريا، بعيدا عن إرث التوترات التي طبعت المرحلة السابقة.

كما يشير محللون إلى أن انفتاح حزب زوما على المغرب يحمل دلالات سياسية تتجاوز الأبعاد الثنائية، ويكشف عن تراجع التأثير التقليدي للجبهة الانفصالية في جنوب القارة، في وقت يتزايد فيه الدعم الإفريقي والعالمي للمقترح المغربي كخيار وحيد وواقعي لحل النزاع، تحت إشراف الأمم المتحدة.

مواقف من هذا النوع تُعزز من رصيد المغرب الدبلوماسي داخل القارة، وتكرس الدينامية الجديدة التي باتت تميز ملف الصحراء على الصعيد الدولي، حيث تتجه كفة الشرعية نحو المقترحات الواقعية بعيدا عن خطابات الشعارات والمزايدات الإيديولوجية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *